روايات

رواية شبكة العنكبوت الفصل الرابع عشر 14 بقلم آيات الصبان

رواية شبكة العنكبوت الفصل الرابع عشر 14 بقلم آيات الصبان

رواية شبكة العنكبوت الجزء الرابع عشر

رواية شبكة العنكبوت البارت الرابع عشر

رواية شبكة العنكبوت
رواية شبكة العنكبوت

رواية شبكة العنكبوت الحلقة الرابعة عشر

قالت »ريم« ضاحكة:

– يا بنتي بطلي تقولي كلام بالشــبه ههههه ، اسمه أول انكلوسيف هههه.

– أم درس اللغات ده مش هيخلص شكله ههههه، ماشي اولكلوسيف، صح كدة هههه.

 

 

 

 

صح طبعا ، مش مهم ، اخلصي ، كان بيهبب إيه في شرم ؟

– كان تخصص ستات عواجيز ، يقضى معاهم السفرية ولا مؤاخذة يبيع نفسه وياخد قرشين.

– هههههههه لا استني، موتيني يبيع نفسه دي ، جبتيها منين ؟!.

– ليه هو انتي فاكرة الســتات بس اللي بتبيع نفسها ، الرجالة بتبيع نفســها كمان ، الست لو باعت روحها بتبقى غلبانة ومكسورة الجناح ، والســكك اتقفلت في وشها لحد ما اتجربت لده ، إنما لما راجل يعمل كدة تبقى وســاخة ونطاعة وقذارة ، اللي يضحك كلهم سبعين سنة ، تمانين سنة وانتى طالعه .

 

 

 

 

 

»ريم« مقاطعة :

– وإنتى طالعة فين ، ده كده هايوصل لقدماء الهكسوس.

ضحك الجميع مع »ريم« واستكملت »أسماء« الحكاية :

– طبعا إحنا إتجوزنا من غير ما نسأل عليه في أي حتة ، لأنى معنديش حد يســأل ، إخواتى أصغر منى ، وأبويا وأمي قابلوا وجه كريم زي ما قلتلكم ، لما اتجوزنا قعد معانا في بيت أمى ، كانت جوازة ببلاش يعنى.

سألتها »نورا« :

– وعرفتى إزاى إنه بيخونك ؟

 

 

 

 

قبل عرفت إزاى هو مكنش طبعا بيحط إيده في جيبه في البيت ده ، غير البت أختــي اللي في الرايحه والجاية يتحرش بيها ، إيده على كتفها ، يتنح لها وهي خارجة من الحمام ، لحد ما في يوم ظبطته بيبص عليها من خرم باب الحمام وهي بتســتحمى ، قامت بينا خناقة لرب السما ، ضربني و ضرب البت ، وقالي إني ســايبة وبافـتري عليه ، طردته من البيت قام مبلطج وقاعد ، ما احنا اتنين ستات ملناش راجل ، خليت البت ترجع من المدرســة كل يوم عند واحدة جارتنا لحد ما أرجع وأخدها في إيدي ، لحد ما يوم ســاب البيت وعرفت إنه طلع شرم ، وأنا نزلت رحت لواحد صاحبه حكيت له عالقرف اللي أنا شايفاه ، وطلبت منه يساعدني ويقنعه يطلقني ، حسيت منه انى صعبت عليه بس قالي متدخلنيش في الحاجات دي، أنا معرفش طريقه ، وزعلت منه ومشيت ، وبالليل لقيت

جايلي واتس من رقم معرفهوش وألاقي لكم المنيل على عينه متصور في كل الأوضاع مع كل حيزبونات العالم ….

 

 

 

 

ضحك الجميع من خفة دم »أسماء« و سردها الشيق ، فردت:

– اضحكــوا اضحكوا هــي فعلا حاجة تضحك ، يــوم ما يخوني ميلاقيش غير ستات من أيام الحملة الفرنسية ، المهم طلبت الطلاق تاني ورفض يطلق ، رحت لشيخ الجامع وريته الصور وقلت له عايزة أتطلق ، جابه كلمه قام حمادة هب فيه ، قام الشيخ قالي سامحي واغفري هههه، وأنا أهو عايزه أرفع قضية خلع ، والمصيبة الأكبر البيت آيل للســقوط وهنترمي برة أنا وأختي .

»ريم«:

 

 

 

 

– طب والوضع إيه دلوقت ؟

– معرفش عنه حاجه بقاله شهرين الحمدلله ، بيقولوا في شرم ، بس أنا نفسي أرفع قضية ، رحت لمحامي قالي خمســتاشر ألف جنيه ، وانا طبعا معنديش المبلغ ده دلوقتي ، وتوتة توتة خلصت الحدوتة ، شوفتوا بقا لما قلت لكم إن قصتى هتخليكم تضحكوا .

– والله أنا مــش عارفه حقيقى المفروض نضحك ولا نعيط على الوضع اللي احنا بقينا فيه ده.

 

 

 

 

»نادية«:

– أنا خلاص تقريبا جتتى نحست هشــوف إيه تانى أكتر من اللي

شوفته.

أرادت أسماء تخفيف جرعة النكد فقالت مازحة:

– ده إحنا يتعمل علينا فيلم ، معقولة خمس ستات من نفس موديل الخيبة ويتقابلوا مع بعض ، لا وكمــان يتصاحبوا ، ده إحنا المفروض نروح نشكر صاحبة الجروب على انها عرفت تجمع توليفة النكد دي.

 

 

 

 

ابتسمت »نادية« فبادرتها »أسماء« قائلة :

– أيوة كده اضحكي وفرفشي محــدش واخد منها حاجة ، عايزين نعرف نرد الضربة لولاد الكلب دول .

»ريم« :

– نرد الضربة ! هنرد الضربة نعملهم إيه ؟ هنخونهم مثلا؟

»نادية« :

 

 

 

 

– انتوا عارفني ان حتى دي أنا فشلت فيها .

تفاجأت ريم بما قالته نادية و أعتراها الفضول لسماع المزيد

– إنتي فكرتي أصلا ، لأ إحكي بأة؟

طبعًا فكرت ، أنا واحدة عايشة وحيدة وبسافر ألف الدنيا وجوزي رامينى وبيشجعني أبعد علشان يقعد يشوف مزاجه ، كان قدامي فرص كتير جدا للخيانة بس للأســف الشديد بأة منفعش ، مقدرتش ، تقريبا مش كل الناس بتقــدر تخون ، أنا أصلا مش عارفة اللي بيخون بيعمل كــده إزاي ، كمية القرف اللي قرفتها من نفـسي لمجرد الفكرة خليتني اشيلها من راسي .

 

 

 

 

في حسرة علقت ريم :

– أنــا معتقدش إن أي واحدة فينا فيها الداء ده ، إحنا مش هنعرف نردلهم الضربة بالشــكل ده ، فى ستات طبعًا بتقدر تخون لكن الأغلبية لما بتزهق بتمشي ، بتبيع وتســيب ، انما الرجالة بتحب تكوش على كله ، المجتمع مشــجعهم على فكرة ، الراجل يبقى بيخون وعامل كل أصناف البلاوي ويقولك راجل شــقي، راجل بصباص ، بتاع ستات ، إنما الست لو خانت تبقى عاهرة وش ، المشانق تتعلق ويهدروا دمها ، عموما إحنا هنفشل بجدارة، كنا نجحنا جوة بدل ما ندور برة.

»أسماء« :

 

 

 

 

– أنا الــي عندي قفل نفسى من كل الرجالة ، فمعنديش اســتعداد خالص انى أخونه مع راجل تاني لأن كلهم نيلة ، لو فيه حد فيكم عنده أى فكره تانية غير موضوع الخيانة تجيب حقنــا أنا معاكم، إنما موضوع الخيانة ده، اكسـكوزمي المشرحة مش ناقصة قتلى الصراحة ههههه.

ضحكت »ريم« قائلة :

والله إنتى مصيبة يا »أسماء« ، خفة دم مش طبيعية.

– يالا يا مدام »ريم« هنعمل إيه بس ، ما احنا لازم نفرفش نفسنا بدل الغم اللي احنا عايشــن فيه أربعة وعشرين ساعة ده، مش كفاية إن أنا متخانة مع التاريخ كله.

 

 

 

 

انتابت »ريم« هيسترييا من الضحك حتى احمرت وجنتاها ، ثم علقت على طرفة »أسماء« قائلة :

– التاريخ مذكر هههههههه ، إنتي متخانة مع التاريخة.

فأسرعت »نادية« تقول بخبث :

– محدش يجيب سيرة المذكر .

 

 

 

ضحكن على المغزى من مزحة »ناديــة« ، وهممن بالرحيل فطلبن حساب الطاولة من النادل واتفقن على تكرار المقابلات مرة كل أسبوع على الأقل ، مــع الوقت تطورت علاقتهن لتصبــح علاقة أقرب للأخوة منها للصداقة ، كانت الحيــاة قد خذلتهن جميعا ووأدت كل أحلامهن ، وأصبحت تلك اللقاءات فرصتهن الوحيدة للتنفيس عن حالهن.

في تلك المرحلة ونتيجة لتزايــد صعوبة أوضاعهن الأسرية ، انحصر تفكيرهن تمامــا في كيفية الانتقام وبدأت دعوات رد الضربة بقوة تجد صدى يومًا بعد يوم ، ومع تكرار المواقف المؤلمة اســتولت رغبة الانتقام على قلوبهن رويدا رويدا ، اشتعلت في صدورهن نار الحسرة على ضياع سنين العمر وأجمل أيام الشــباب ، بل ومدخراتهن في بعض الأحيان ،

وتضخم في أعينهن حجم الخســائر التــي تكبدنها على كافة الأصعدة نتيجة لضعفهن وصبرهن على هذا الظلم البين.

 

 

 

 

خمس نفوس محطمة على وشــك الانهيار ، يقفن فوق حافة بركان لطالما كان خاملًا هادئا على الســطح ، بينما تستعر نيرانه في الأسفل ، الضعيفات ، المقهــورات كاظمات الغيظ والألم حـين يقررن الانتقام تضيع منهن البوصلة ، فحين يثور البركان فوق جبل من اليأس تستعر الحمــم لتأكل الأخضر واليابس ، حين يرتــوي الضعف بنيران الحقد تحترق بوابات العقل ، فيمرض القلب وتعمى البصيرة.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية شبكة العنكبوت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى